كيف يحدث الحمل

كيف يحدث الحمل سؤال قد يراود كثيراتٍ ممن تأخر حملهن أو حتى بعض الأزواج الذين تمنوا أن يرزقوا بطفل بمجرد إتمام الزفاف سعيًا لتكوين أسرة سعيدة. وفي هذا المقال سنجيب معًا على سؤال كيف يحدث الحمل
كيف يحدث الحمل
قد يبدو حدوث الحمل أمرًا بسيطًا للغاية في ظاهره. فقط بويضة جاهزة للتلقيح وحيوان منوي ولقاء حميمي ثم ” مبروك المدام حامل”. لكن الأمر في حقيقته أكثر تعقيدًا من ذلك. فهناك الكثير من الخطوات والمراحل التي تمر بها البويضة لتكون جاهزة للتخصيب. كما أن رحلة الحيوان المنوي إليها ليست سهلة على الإطلاق، كذلك الرحم يجب أن يكون مستعدًا وإلا فلن يحدث الانغماس. لذا فلكي نعرف كيف يحدث الحمل علينا أولًا أن نعرف ماذا يحدث قبل الحمل؟
عنق الرحم
عنق الرحم هو المنطقة التي تصل المهبل بالتجويف الرحمي. وهو يحتوي على غدد تفرز ما يسمى بمخاط عنق الرحم، وهو السائل الذي يمر عبر المهبل وتراه المرأة أحيانًا على ملابسها الداخلية. وتتغير خصائص مخاط عنق الرحم عبر ثلاثة مراحل، ففي أثناء الدورة الشهرية أو انتهائها تلاحظ المرأة أو تشعر بأنه جف تمامًا، قبل أن يعود وتزداد كميته ويصبح أكثر رطوبة وسمكًا ومعكرًا، بفضل الزيادة في مستوى هرمون الاستروجين خلال الفترة ما بين انتهاء الدورة الشهرية وحدوث التبويض.
وبمجرد حدوث التبويض يصبح سائل عنق الرحم أشبه ببياض البيض أي رقيقًا وزلقًا ومطاطيًا. ولكن كيف يؤثر ذلك في حدوث الحمل؟ باختصار تسبح الحيوانات المنوية بصورة أفضل في مخاط عنق الرحم حينما يكون رطبًا ومطاطيًا. وعندما يكون أكثر سماكة أو غير موجود على الإطلاق تصبح مهمتها في الوصول للتجويف الرحمي أكثر صعوبة ومشقة.
كيف يستعد الرحم للحمل؟
يعتبر نزول الدورة الشهرية سقوطًا لبطانة الرحم التي تكونت خلال الدورة الشهرية السابقة. وبمجرد انتهائها يبدأ المبيض في إفراز هرمون الاستروجين الذي يساعد على زيادة سمك بطانة الرحم مرة أخرى تحسبًا لاستقبال بويضة ملقحة تنغمس فيها. واستجابة لزيادة مستويات هرمون البروجستيرون تبدأ خلايا بطانة الرحم في النمو بشكل أسرع، ويزداد تدفق الدم إلى الرحم، وتقل التقلصات تأهبًا لوصول البويضة المخصبة وتغذيتها، حتى يثبت الجنين ويحدث الحمل.
رحلة الحيوان المنوي
يستخدم الحيوان المنوي ذيله للسباحة عبر مخاط عنق الرحم في المهبل باتجاه عنق الرحم. وتشير الأبحاث إلى أن إفراز الدماغ لهرمون الأوكستيوسين في أثناء العلاقة الحميمة يساعد على دفع الحيوانات المنوية داخل الرحم باتجاه قناة فالوب لتلقيح البويضة. وهو الأمر نفسه الذي تقوم به الأهداب الموجودة في الرحم.
وعلى الرغم من ذلك فإن الرحم نفسه قد لا يكون مكانًا آمنًا للحيوانات المنوية بشكل كامل. فالحيوانات المنوية تثير نوعًا من الاستجابة المناعية عند دخولها الرحم، فيزداد عدد خلايا الدم البيضاء والتي تبدأ بدورها في مهاجمة الحيوانات المنوية الميتة. وقد تصيب في أثناء هجومها الحيوانات المنوية السليمة أيضًا، التي وإن نجت من هذا الهجوم المناعي قد ينتهي بها الأمر في قناة فالوب الخاطئة.
بمعنى أن لكل امرأة قناتي فالوب، والغالبية العظمى من النساء تطلق بوضة واحدة فقط جاهزة للتلقيح كل شهر. وقد تخطئ الحيوانات المنوية في الوصول للقناة التي تحتوي هذه البويضة. بما يعني أن جزءًا ضئيلًا جدًا من الحيوانات المنوية التي دخلت المهبل هو الذي يصل في النهاية للبويضة.
التلقيح
تكتسب الحيوانات المنوية القدرة على تلقيح البويضة خلال رحلتها في قناة فالوب، حيث تزداد قدرتها على التلقيح بتغير الإطار الخارجي للحيوان المنوي، فيسهل اختراق الغلاف الخارجي للبويضة. كما تحدث بعض التغيرات للذيل فيتحرك بصورة أكثر نشاطًا. ورغم ذلك يتعين على الحيوان المنوي أن يواصل العمل ليتمكن من اختراق جدار البويضة عبر بعض الإنزيمات التي يفرزها.
وبمجرد حدوث ذلك تتغير خصائص الغلاف الخارجي للبويضة، فيصبح غير قابل للاختراق من قبل الحيوانات المنوية الأخرى. وتتحد نواتا الحيوان المنوي والبويضة، ويتشاركان المادة الجينية لكل منهما. وإذا تمت هذه الخطوة بنجاح تتحو البويضة إلى “زيجوت” أي خلية ثنائية الصبغيات تحتوي المادة الوراثية اللازمة لتكون الجنين.
ماذا بعد التلقيح؟
تظل البويضة الملقحة في قناة فالوب ثلاثة أو أربعة أيام، ثم تبدأ في التحرك ببطء عبر القناة إلى الرحم لتلتصق ببطانته في عملية تعرف بالانغماس، حيث المكان الذي ستظل فيه حتى يحين موعد الولادة.
وبهذا نكون قد تعرفنا على الطريقة أو الكيفية التي يحدث بها الحمل داخل الرحم قبل حتى أن تبدأ أعراض الحمل أو تشعر المرأة بها. فسبحان الله العظيم.
تنويه هام
جميع المواد المنشورة في موقعنا لا تعدو كونها مجرد معلومات، ولا يمكن اعتبارها بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التوصية العلاجية المناسبة. على الزوار استشارة أطباء مختصين قبل اتخاذ أي قرار علاجي.