لا شك أن تجربة الحقن المجهري مرهقة في جميع تفاصيلها سواء نفسيًا أو ماديًا أو جسديًا لكلا الزوجين، وهو ما يجعلنا نتساءل عن شروط نجاح الحقن المجهري أملًا في تحقيق هذا النجاح من أول محاولة. ورغم أن الحمل رزق أولًا وأخيرًا، إلا أنه لا بد من الأخذ بالأسباب والالتزام قدر الإمكان بما يمكن أن نعتبره شروط نجاح الحقن المجهري.
شروط نجاح الحقن المجهري
التشخيص السليم
هناك الكثير من الحالات المرضية -سواء عند الزوج أو الزوجة- التي تستدعي إجراء عملية حقن مجهري، من أجل حدوث الحمل. وإذا لم يهتم الطبيب المتابع للحالة بإجراء كل الفحوصات اللازمة للزوجين قبيل الشروع في إجراء الحقن المجهري، لتشخيص الحالة بشكل سليم، والتعامل معها وفق الإجراءات الطبية المعتمدة فستكون العملية بأكملها مهددة بالفشل.
وتشمل الفحوصات التي تُجرى للزوجة قبل العملية بشكل مبدئي: فحوصات الدم، وتصوير الرحم والمبيضين بالموجات فوق الصوتية، وإجراء المنظار الرحمي الاستكشافي. وقد يترتب على هذه الفحوصات إجراءات طبية أخرى تسبق العملية. وكل هذا يتطلب البحث عن طبيب كُفء، أو مركز طبي ذو سمعة طيبة ونسب نجاح عالية في عمليات الحقن المجهري.
التحضير الجيد للعملية
في بعض الأحيان يكون من الضروري تحضير الزوجين معًا لإجراء العملية قبل فترة من خضوع الزوجة لتنشيط المبيض وذلك بإعطاء المكملات الغدائية والفيتامينات التي تحسن جودة البويضات والحيوانات المنوية، أو إعطاء العقاقير المنشطة التي تحفز خصية الزوج لإنتاج المزيد من الحيوانات المنوية أو تحسين سرعتها. هذه الفترة أحيانًا تمتد لثلاثة أشهر. ويكون تأثيرها إيجابيًا للغاية على زيادة فرص نجاح الحقن المجهري.
اقرأ أيضًا: نسبة نجاح الحقن المجهري من أول مرة
اختيار البروتوكول المناسب للزوجة
هناك العديد من البروتوكولات الطبية التي تستخدم في تنشيط مبيض الزوجة لإنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات الناضجة والصالحة للحقن المجهري. وأشهر هذه البروتوكولات هي البروتوكول الطويل والبروتوكول القصير. واختيار البروتوكول المناسب يتحدد بناءً على الفحوصات التي تُجرى للزوجة قبيل العملية. وهو ما يعيدنا إلى نقطة التشخيص السليم ويؤكد أهميتها الشديدة.
تحديد موعد الحقنة التفجيرية بدقة والالتزام به
يحدد الطبيب موعد الحقنة التفجيرية بعد متابعة جيدة ومستمرة لنمو البويضات وتطورها طوال فترة تنشيط المبيض. وبناءً على هذا الموعد يتحدد أيضًا موعد سحب البويضات. وإذا لم يكن هذا الموعد دقيقًا، أو لم تلتزم به الزوجة، فستكون عملية الحقن المجهري مهددة بالفشل.
التأكد من استعداد بطانة الرحم لاستقبال الأجنة
يتابع الطبيب نمو بطانة الرحم واستعدادها لاستقبال الأجنة طوال فترة متابعة التبويض. وبناءً على هذه المتابعة ونتائجها، فإنه يقرر ما إذا كانت الأجنة ستُنقل في نفس دورة التنشيط التي خضعت لها الزوجة. أو تجميدها ونقلها في دورة تنشيط أخرى، لزيادة فرص نجاح عملية الحقن المجهري.
استخدام التقنيات الحديثة
وتتمثل هذه التقنيات في تثقيب جدار الأجنة قبل نقلها لزيادة فرص حدوث الانغماس، والفحص الوراثي للأجنة. ورغم أن هذه النقطة ليست شرطًا أساسيًا لنجاح كل حالات الحقن المجهري، إلا أنها في كثير من الأحيان تكون مؤثرة ومفيدة لبعض الحالات الأخرى، خاصة التي تكررت معها محاولات الحقن المجهري الفاشلة. ويعزز استخدام هذه التقنيات من فرص نجاح الحقن المجهري.
الالتزام بتعليمات الطبيب بعد النقل
يعد من شروط نجاح الحقن المجهري الالتزام بتعليمات الطبيب بعد نقل الأجنة بدقة، سواء بتناول الأدوية التي وصفها بانتظام في مواعيدها، أو بالحصول على القدر الكافي من الراحة، والبعد عن الأنشطة التي تتطلب مجهودًا كبيرًا، لحين موعد إجراء اختبار الحمل.
اقرأ أيضأ: علامات نجاح الحقن المجهري في اليوم الثالث
ورغم كل ما ذكرناه في مقال شروط نجاح الحقن المجهري نود التأكيد على أن نجاح العملية يتوقف أولًا على إرادة الله، قبل أي شيء آخر. لكن ذلك لا ينفي ضرورة الأخذ بالأسباب، وعدم القنوط من رحمة الله، وتكرار المحاولة، واليقين في أن رزق الله آتٍ في موعده. نسأل الله تعالى أن يرزق كل مشتاق الذرية الصالحة السليمة المعافاة.
تنويه هام
جميع المواد المنشورة في موقعنا لا تعدو كونها مجرد معلومات، ولا يمكن اعتبارها بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التوصية العلاجية المناسبة. على الزوار استشارة أطباء مختصين قبل اتخاذ أي قرار علاجي.
