اسباب فشل الحقن المجهري

لا يزال حدوث الحمل عملية معقدة للغاية رغم التقدم التكنولوجي الهائل في مجال الحقن المجهري وعمليات الإخصاب المساعد. فالأوراق العلمية تؤكد أن ما لا نعرفه عن الحمل لا يزال أكثر بكثير مما نعرفه. كل هذا يجعل من الصعب على الأزواج فهم اسباب فشل الحقن المجهري، رغم أن خطوات العملية برمتها تبدو في ظاهرها ناجحة للغاية، فالبويضة ناضجة والحيوان المنوي جودته مقبولة والإخصاب حدث في المعمل، وأمكن نقل جنين ينقسم بصورة طبيعية للرحم في الوقت المناسب ورغم ذلك لم يحدث الحمل!
ولأن عملية الحقن المجهري يتدخل في نجاحها من عدمه الكثير من العوامل، مثل بيئة المعمل، والمعدات المستخدمة في الإخصاب، وخبرة الطبيب القائم بعملية الحقن، سنستعرض في التقرير التالي اسباب فشل الحقن المجهري:
اسباب فشل الحقن المجهري
تشوهات البويضة
تعد البويضات خلايا ذات بنية معقدة بعض الشيء، وعندما يعتريها أي تلف في أي مرحلة من مراحل الانقسام، يؤدي ذلك إلى توزيع غير طبيعي لعدد الكوروموسومات التي تحمل الجينات الوراثية في البويضة، مما يؤدي بعد الإخصاب إلى جنين غير قادر على الاستمرار في النمو بصورة طبيعية. وقد يحدث ذلك إما بسبب عوامل التلوث البيئي، أو تقدم المرأة في السن، أو أساليب الحياة غير الصحية. وتشير الأبحاث إلى أن نسبة تتراوح بين 25 و40% من البويضات يكون فيها مشاكل في الكروموسومات، وتزداد هذه النسبة كلما تقدمت المرأة في العمر.
تشوهات الحيوان المنوي
على الرغم من أن قدرة الحيوان المنوي على إخصاب البويضة تعد أمرًا غير مؤثر في نجاح الحقن المجهري من عدمه، نظرًا لأن الإخصاب يتم بواسطة الطبيب إلا أن جودة الحيوان المنوي تلعب دورًا حيويًا في تكون جنين سليم قادر على النمو. ففي الحمل الطبيعي تسبح الحيوانات المنوية باتجاه البويضة، ما يعني أن الحيوان المنوي لا بد أن يكون متحركًا كي يتمكن من الوصول إلى البويضة، وبمجرد حدوث ذلك ترتبط مستقبلات محدد على رأس الحيوان المنوي بمستقبلات محددة على الغلاف الخارجي للبويضة، ويتفاعلان سويًا، وتطلق رأس الحيوان المنوي إنزيمات قادرة على اختراق الغشاء الخارجي للبويضة، وبمجرد دخوله تنفتح النواه وتطلق الحمض النووي الذي بداخلها ليندمج مع الحمض النووي الخاص بالبويضة. وإذا كانت الكرموسومات التي يحملها الحيوان المنوي غير سليمة فلن يكون قادرًا على الإخصاب، في جميع الحالات.
سوء اختيار الجنين
لا تزال قدرة إخصائي الأجنة في المعمل على اختيار الجنين الأمثل لنقله إلى رحم المرأة محدودة للغاية. وهناك ثلاثة عوامل يجب أن يراعيها إخصائي الأجنة في اثناء الاختيار وهي:
- مرحلة الخلية.
- درجة الجنين.
- ومعدل الانقسام.
وتشير الأبحاث إلى أن الأجنة التي وصلت إلى 6 خلايا على الأقل بحلول اليوم الثالث من الإخصاب لديها فرصة أفضل لحدوث الحمل، من تلك التي وصلت إلى 5 خلايا أو أقل. كما أن الأجنة من الدرجة الأولى أو الثانية أفضل في حدوث الحمل من الأجنة من الدرجة الثالثة أو الرابعة. كما يراقب الإخصائي معدل انقسام الجنين، لأن أداء الجنين الذي يصل إلى مرحلة 8 خلايا بحلول اليوم الثالث، سيكون أفضل من الجنين الذي تأخر في النمو خلال نفس الفترة الزمنية. وفي حال إساءة اختيار الجنين المنقول سيكون ذلك أحد اسباب فشل الحقن المجهري.
العوامل المعملية
هناك الكثير من العوامل التي يجب أن يحكمها الطبيب داخل معمل الإخصاب بشكل جيد، وذلك لمحاكاة بيئة الرحم. ومن بين هذه العوامل، نسبة الأكسجين، ونسبة ثاني أكسيد الكربون، ودرجة الحرارة، ودرجة الحموضة، والضوء. فيمكن أن تؤثر التغيرات الطفيفة في أي من هذه العوامل على عميلة الإخصاب بأكملها وتؤدي إلى موت الأجنة قبل نقلها. كما يجب على إخصائي الأجنة الاستمرار في مراقبة الأجنة، وتطورها والتأكد من توفير البيئة المثالية لها.
الإجراءات الجراحية
تخوض المرأة التي تخضع لعملية الحقن المجهري إجراءين جراحيين على الأقل يتمثلان في سحب البويضات، ونقل الأجنة. وفي حال حدوث خطأ في أي منهما كأن يفشل الطبيب في جمع العدد المتوقع من البويضات، أو لا يتمكن من وضع الجنين في المكان الصحيح داخل الرحم عند نقله، سيؤدي ذلك إلى فشل الحقن المجهري.
وعلى الرغم من تحكم الكثير من العوامل في نجاح عملية الحقن المجهري من عدمه، إلا أن تحضير الزوجين للعملية بشكل جيد قبل الشروع في خطواتها، ومراعاة المعايير الطبية اللازمة منذ اللحظة الأولى يؤدي إلى تحقيق نسب نجاح عالية للغاية في مجال الحقن المجهري والإخصاب المساعد.
اقرأ أيضًا: شروط نجاح الحقن المجهري.
اقرأ أيضًا: نسبة نجاح الحقن المجهري من أول مرة.
تنويه هام
جميع المواد المنشورة في موقعنا لا تعدو كونها مجرد معلومات، ولا يمكن اعتبارها بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التوصية العلاجية المناسبة. على الزوار استشارة أطباء مختصين قبل اتخاذ أي قرار علاجي.