مع زيادة معدلات اللجوء لعمليات الحقن المجهري، كواحدة من أنجح وسائل الإخصاب المساعد، أصبحت كثيرًا من السيدات تتساءل عن طريقة الحقن المجهري. وفي هذا المقال سنستعرض الحقن المجهري بالتفصيل بعد أن تطرقنا في وقتٍ سابق إلى بعض المعلومات عن نسب نجاح الحقن المجهري ومن يحتاج إليه، في مقال “الحقن المجهري.. خطواته ومن يحتاج إليه“.
طريقة الحقن المجهري
في دورة التبويض العادية، ينتج المبيض بويضة واحدة ناضجة جاهزة للتلقيح على الأرجح، لكن عملية الحقن المجهري تستهدف جمع أكبر عدد ممكن من البويضات الناضجة، لاستخدامها في عملية الإخصاب، وزيادة فرص حدوث الحمل. لذا فإنه يتحتم على الطبيب القيام بتنشيط المبايض.
ومن المهم معرفة أن البويضات التي سيقوم الطبيب بتنشيطها في هذا الشهر، كانت ستنمو أو ستتلاشي. بما يعني أن عملية تنشيط المبيض لا تستنفذ مخزون البويضات الموجود في المبيض كما يعتقد البعض.
تنشيط المبيض
في هذه المرحلة ستأخذ الزوجة حقنًا تنشيطية تحتوي على هرموني FSH وLH اللذين ينتجان في الجسم بصورة طبيعية، وذلك لمدة تتراوح بين 8 إلى 14 يومًا، وخلال هذه الفترة سيتعين عليها زيارة الطبيب 7 أو 8 مرات لمراقبة عملية التنشيط، من خلال الموجات فوق الصوتية، ومتابعة نمو البويضات، وتحديد جرعات الدواء بدقة.
وتعد الحقنة التفجيرية هي آخر خطوة في مرحلة تنشيط المبيض. ووفقًا للبروتوكول العلاجي الخاص بكل حالة، قد يلجأ الطبيب لحقن الزوجة بهرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية HCG الذي يساعد على اكتمال عملية نضج البويضات وحدوث الإباضة. التوقيت مهم للغاية في هذه المرحلة، فيتعين على الطبيب إجراء عملية سحب البويضات قبيل الموعد المتوقع لحدوث الإباضة.
تجهيز الحيوانات المنوية
إذا كانت البويضات ستحقن بعينة مجمدة من الحيوانات المنوية للزوج، فسيقوم معمل الأجنة بتحضيرها وتجهيزها لعملية الحقن، قبل إجراء عملية سحب البويضات. أو سيطلب الطبيب الحصول على عينة من الزوج في نفس اليوم بغرض تجهيزها لعملية الحقن.
سحب البويضات
تستغرق عملية سحب البويضات ما يتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة. وفي أثناء العملية يقوم الطبيب بتوجيه إبرة رفيعة عبر جدار المهبل إلى كل مبيض لسحب البويضات. ستحتاجين لنحو 30 دقيقة أخرى للتعافي من أثر العملية، ويمكنك بعدها النهوض والمشي بمفردك. لكن لا ينصح بقيادة السيارة بعدها مباشرة، نظرًا لأن العملية تُجرى تحت تأثير التخدير الكلي، وقد يكون لذلك أثرًا عليكِ.
تخصيب البويضات
عقب عملية السحب، سيقوم عالِم الأجنة بتجهيز البويضات لحقن كل واحدة منها بحيوان منوي واحد تحت المجهر. وبمجرد حدوث الإخصاب ستترك البويضات المخصبة لتنمو. وسيراقب المختص نمو الأجنة وتطورها على مدار خمسة أيام. وذلك بهدف العثور على جنين مكون من خليتين إلى أربع خلايا في اليوم الثاني، ومن 6 إلى 8 خلايا في اليوم الثالث، وصولًا إلى ما يسمى بالكيسة الأريمية أو blastocyst في اليوم الخامس أو السادس. بغرض اختيار أفضل الأجنة لنقلها وزيادة فرص الحمل.
نقل الأجنة
تعد عملية نقل الأجنة إجراءً بسيطًا، لا يحتاج لأكثر من 5 دقائق. فهي تجرى بدون تخدير. وغالبًا سيطلب الطبيب أن تكون المثانة ممتلئة لأن ذلك يضمن رؤية جيدة لبطانة الرحم، وتحديد الموضع المناسب لحقن الأجنة. لذا من الضروري شرب كمية مناسبة من السوائل قبل عملية النقل بنحو 30 إلى 40 دقيقة.
بالطبع سيخبرك الطبيب بعدد الأجنة التي نتجت عن عملية إخصاب البويضات، والعدد الموصى بنقله، أملًا في حدوث الانغراس ومن ثم الحمل. وداخل غرفة العمليات سيراجع الطبيب معك اسمك واسم الزوج، وعدد الأجنة المنقولة، ثم يدخل قسطرة عبر المهبل إلى الرحم، ويحقن الأجنة فيه. كل ذلك تحت مراقبة الموجات فوق الصوتية. بعد ذلك ستزال القسطرة برفق، وسيتأكد عالِم الأجنة من خلوها من الجنين تحت المجهر للتأكد من نقله إلى الرحم بالفعل.
اختبار الحمل
سيخبرك الطبيب ببعض الإجراءات الواجب عليك اتباعها خلال فترة الانتظار حتى موعد إجراء اختبار الحمل، والتي تقدر بنحو أسبوعين. وعلى الرغم من إمكانية حدوث نزيف مهبلي قبل الموعد المحدد لإجراء اختبار الحمل، إلا أن ذلك لا يعني فشل عملية الحقن المجهري. ويتعين عليكِ حينها الاستمرار على العقاقير التي أوصى بها الطبيب والانتظار حتى إجراء اختبار الحمل في موعده.
كانت تلك إجابة تفصيلية مبسطة عن طريقة الحقن المجهري، أو الحقن المجهري بالتفصيل كونها قد بعثت الأمل من جديد في كثيرين عانوا لسنوات من العقم أو تأخر الحمل سواء لأسباب طبية معلومة أو لأسباب مجهولة.
تنويه هام
جميع المواد المنشورة في موقعنا لا تعدو كونها مجرد معلومات، ولا يمكن اعتبارها بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التوصية العلاجية المناسبة. على الزوار استشارة أطباء مختصين قبل اتخاذ أي قرار علاجي.
