تأخر الحمل

أسباب تأخر الدورة الشهرية مع عدم وجود حمل

يعتبر انتظام الدورة الشهرية أحد عوامل الخصوبة لدى المرأة، لذا فإن تأخرها مع عدم وجود حمل يعد أمرًا مثيرًا للقلق لدى السيدات. وفي هذا المقال سنشرح أسباب تأخر الدورة الشهرية مع عدم وجود حمل، خاصة وأن الدورة الشهرية يمكن أن تتأثر بكثير من العوامل النفسية والجسدية لدى المرأة كالإرهاق والضغوط وفقدان الوزن وغيرها.

تأخر الدورة الشهرية

يمكن أن تتأخر الدورة الشهرية لعددٍ من الأسباب بخلاف الحمل. وتتفاوت الأسباب الشائعة لتأخر الدورة الشهرية ما بين اختلالات هرمونية أو حالات طبية خطيرة. كما أن هناك وقتين مثاليين لعدم انتظام الدورة الشهرية، الأول خلال الأشهر الأولى لنزولها بمجرد البلوغ، والثاني في مرحلة انقطاع الطمث. وبالنسبة للنساء اللواتي لم يصلن لمرحلة انقطاع الطمث بعد فإن الدورة الشهرية لديهن تأتي كل 28 عامًا. ورغم ذلك فإن طول الدورة الشهرية الصحي يمكن أن يتراوح بين 21 و40 يومًا.

أسباب تأخر الدورة الشهرية مع عدم وجود حمل

القلق

يؤثر القلق على مستويات الهرمونات في الجسم، كما أنه يغير الروتين اليومي المعتاد، وقد يؤثر على الغدة النخامية وهي الجزء المسؤول في المخ عن انتظام الدورة الشهرية. وقد تؤدي هذه الضغوط إلى الإصابة بالأمراض أو زيادة الوزن أو فقدانه بشكل سريع وكل ذلك يؤثر على انتظام الدورة الشهرية.

إذا شعرت بأن الضغوط النفسية تؤثر سلبًا على انتظام دورتك الشهرية، فجربي ممارسة تمارين الاسترخاء، أو إحداث بعض التغييرات على نمط حياتك اليومية. وإذا لم تتمكني من علاج الإجهاد الناتج عنها بنفسك، فيمكنك اللجوء للإخصائي النفسي لمساعدتك على ذلك.

انخفاض الوزن

تعاني النساء المصابات باضطرابات في الشهية مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي من عدم انتظام دورتهن الشهرية. وقد يؤدي فقدان الكثير من الوزن إلى حدوث دورات شهرية غير منتظمة، لأن عدم حصول الجسم على ما يكفيه من الدهون يؤثر على التبويض.

لذا فإن علاج اضطرابات الشهية المرضية، والحصول على ما يكفي جسمك من نسبة الدهون يساعد على انتظام الدورة الشهرية مرة أخرى. كما أن النساء اللواتي يؤدين تدريبات رياضية شاقة مثل المشاركة في سباقات الجري قد يعانين أيضًا من تأخر الدورة الشهرية.

السمنة

تؤثر السمنة على انتظام الدورة الشهرية بنفس الطريقة التي يؤثر بها انخفاض الوزن عليها. فهي تُحدث بعض الاختلالات الهرمونية مثل زيادة إفراز هرمون الإستروجين وهو أحد الهرمونات التناسلية الرئيسية في الجسم، وهو ما قد يحدث تغيرات في انتظام الدورة الشهرية أو يتسبب في توقفها بشكل تام.

إذا كان ذلك هو السبب لتأخر الدورة الشهرية، سينصحك الطبيب بمحاولة فقدان الوزن، من خلال إحداث تغييرات على نمط الحياة اليومية مثل ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول الأطعمة المفيدة والغنية بالعناصر الغذائية.

متلازمة تكيس المبايض

وهي حالة تؤدي إلى زيادة إنتاج هرمون الذكورة الإندروجين في الجسم، ومن ثم تكون بعض الأكياس على المبيض نتيجة لهذا الخلل الهرموني، وبالتالي عدم حدوث تبويض منتظم أو توقف التبويض تمامًا.

وترتبط متلازمة تكيس المبايض بما يسمى مقاومة الإنسولين وتعني زيادة إفرازه في الجسم بصورة كبيرة، وبالتالي التأثير على التبويض. ويركز علاج هذه المتلازمة على تخفيف الأعراض. وقد يصف لكِ الطبيب حبوب منع الحمل أو أدوية أخرى لمساعدتكِ على تنظيم دورتكِ الشهرية.

اقرأ أيضًا: التكيس .. أسبابه وأعراضه وعلاجه

وسائل منع الحمل

يمكن أن تتسبب وسائل منع الحمل في تأخير الدورة الشهرية. فمثلًا حبوب منع الحمل تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجستيرون اللذين يمنعان المبايض من إطلاق البويضات. ويمكن أن يحتاج الجسم ما يقرب من ثلاثة أشهر بعد التوقف عن تناولها حتى تنتظم الدورة الشهرية مرة أخرى. كما يمكن لبعض موانع الحمل الأخرى أن تؤثر أيضًا على انتظام الدورة الشهرية.

الأمراض المزمنة

تعتبر الأمراض المزمنة أحد أسباب تأخر الدورة الشهرية مع عدم وجود حمل ومن بينها مرض السكري، فالتغيرات التي تحدث في نسبة السكر في الدم تؤثر على توازن الهرمونات في الجسم. كذلك فإن الداء البطني أو ما يعرف بمرض السيلياك يتسبب في بعض الالتهابات التي قد تؤدي إلى تلف في الأمعاء الدقيقة وبالتالي عدم قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية ومن ثم التأثير على انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.

كما تشمل قائمة الأمراض المزمنة التي تؤثر على انتظام الدورة الشهرية:

  • متلازمة كوشينغ.
  • تضخم الغدة الكظرية الخلقي.
  • متلازمة أشرمان.

الفشل المبيضي المبكر

ينقطع الطمث لدى أغلب النساء في الفترة ما بين سن الـ45 والـ50 عامًا. وقد تظهر أعراض انقطاع الطمث في سن الأربعين أو قبل ذلك لدى بعض النساء، وهو ما يطلق عليه فشل المبيض المبكر. وحوالي 1% من النساء في الولايات المتحدة الأمريكية يعانين من هذا المرض. وتعود أسباب هذه الحالة إلى الاضطرابات الوراثية أو بعض الأسباب المناعية، وأحيانًا يكون الاستئصال الجراحي للمبيض أحد أسبابها.

مشكلات الغدة الدرقية

يعد فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها أحد أسباب تأخر الدورة الشهرية مع عدم وجود حمل. فالغدة الدرقية تنظم عملية التمثيل الغذائي في الجسم. وبالتالي فإنها تؤثر على آلية عمل الهرمونات. وعادة ما تُعالج مشكلات الغدة الدرقية عن طريق تناول بعض العقاقير، وحينها تعود الدورة الشهرية للانتظام مرة أخرى.

متى تلجأين للطبيب؟

إذا كانت دورتك الشهرية غير منتظمة، أو انقطعت بشكل مفاجئ مع تأكدك من أنك لست حاملًا، فسيكون من الضروري زيارة الطبيب في أسرع وقتٍ ممكن، نظرًا لتعدد الأسباب والحالات المرضية التي قد تؤدي إلى ذلك. وسيقوم الطبيب بتشخيص سبب غياب الدورة الشهرية ومناقشة الخيارات العلاجية المطروحة. مع العلم أنه من الضروري إخبار الطبيب بأي تغيرات صحية أخرى طرأت عليكِ بخلاف انقطاع الطمث ليتمكن من مساعدتك.

وفي حالة ظهور أي من هذه الأعراض سيكون عليكِ مراجعة الطبيب على الفور:

  • حدوث نزيف شديد غير معتاد.
  • الإصابة بالحمى.
  • الشعور بآلام شديدة.
  • الغثيان والقيء.
  • نزيف يستمر لأكثر من 7 أيام.
  • حدوث نزيف بعد انقطاع الطمث وغياب الدورة الشهرية لأكثر من عام.

 

تنويه هام

جميع المواد المنشورة في موقعنا لا تعدو كونها مجرد معلومات، ولا يمكن اعتبارها بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التوصية العلاجية المناسبة. على الزوار استشارة أطباء مختصين قبل اتخاذ أي قرار علاجي.

المصدر
Healthline

الدكتور سعيد عبد المعبود

استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة. حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، وماجستير في طب الأطفال من جامعة الأزهر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى