علاج التهابات المهبل وكيفية الوقاية منها

المهبل هو عبارة عن قناة عضلية مرنة تعد جزءًا مهمًا في تكوين الجهاز التناسلي الأنثوي، وهو بمثابة ممر لدم الحيض، وللجنين بعد اكتمال نموه على مدار أشهر الحمل. لذا فإن الحفاظ على صحة المهبل وخلوه من العدوى، بمثابة حفاظ على الصحة الجنسية والإنجابية لدى الأنثى. ونظرًا لشيوع الإصابة بالتهابات المهبل بين الإناث، وأهمية تشخيص تلك الإصابة في وقتٍ مبكر، وتلقي العلاج المناسب لها سنتناول أهم أسباب التهابات المهبل، وعلاج الالتهابات المهبلية.
وظيفة المهبل
يلعب المهبل دورًا هامًا في الشعور بالمتعة خلال العلاقة الزوجية الحميمة، كما أنه يسمح لدم الحيض بالخروج من الرحم، وهو بمثابة جسر تعبره الحيوانات المنوية بحثُا عن البويضة لتلقيحها، وبالتالي فإن دوره في غاية الأهمية من أجل حدوث الحمل، وأخيرًا هو الممر الأخير الذي يعبره الجنين خروجًا للحياة في حالة الولادة الطبيعية.
اقرأ أيضًا: كيف يحدث الحمل
العناية بالمهبل
لا يحتاج المهبل لعناية بالغة في ما يتعلق بالنظافة الشخصية. فهناك الكثير من الكائنات الدقيقة -بكتريا وفطريات- التي تعيش فيه ضمن نظام بيئي دقيق ومتوازن يسمح لها بالحفاظ عليه صحة المهبل، وحدوث أي اختلال لهذا التوازن هو الذي يسبب الإصابة بالالتهابات المهبلية.
تكوين المهبل
يتكون المهبل من مجموعة متنوعة من الخلايا والأنسجة التي تفرز السوائل التي تحافظ على رطوبة ومرونة جدران المهبل. هذه الخلايا تستجيب بصورة أساسية لهرمون الإستروجين الذي ينتجه الجسم خلال سنوات الخصوبة بكميات كبيرة مقارنة بما يحدث في مرحلة انقطاع الطمث، حين يقل إنتاج الإستروجين فيصبح جدار المهبل جافًا ورقيقًا.
التهابات المهبل
هي حالة تسبب مجموعة من الأعراض المزعجة في المهبل منها:
- الشعور بالحكة.
- حرقان عند التبول.
- إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
هذه الحالة يمكن أن تحدثها عدوى فطرية أو بكتيرية أو طفيليات أو بعض المواد الكيميائية الموجودة في منتجات العناية بالجسم أو الأمراض الجنسية المنقولة أو انخفاض مستوى هرمون الإستروجين بالجسم. وتعد التهابات المهبل حالة شائعة جدًا بين الإناث، فتصاب بها الإنثى مرة واحدة على الأقل طوال حياتها. لذا من المهم الحصول على المساعدة الطبية إذا ما شعرت بأي من الأعراض المزعجة في المهبل.
أنواع الالتهابات المهبلية
- التهاب المهبل البكتيري: وهو أكثر الالتهابات المهبلية شيوعًا، ويحدث عندما تتكاثر البكتريات التي تعيش في المهبل بشكل طبيعي بصورة مفرطة لسبب ما. ويؤدي هذا الاختلال في التوازن البكتيري إلى نزول إفرازات تشبه رائحة السمك.
- عدوى الخميرة: وهو ثاني أكثر التهابات المهبل شيوعًا، وتحدث تلك العدوى نتيجة لفرط نمو فطر يسمى المبيضات.
- داء المشعرات: وهو أحد الأمراض المنقولة جنسيًا، يسببه طفيلي وحيد الخلية يسمى المشعرات المهبلية.
- التهاب المهبل غير المعدي: وهو نوع من الالتهاب يكون بمثابة رد فعل تحسسي لبعض المنتجات مثل الصابون المعطر، أو الغسول المهبلي، أو الفوط النسائية أو منعمات الأقمشة.
- التهاب المهبل الضموري: ويحدث نتيجة انخفاض مستوى هرمون الإستروجين في الجسم، خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وبعدها، أو بسبب اختلال توازن الهرمونات في الجسم بعد الولادة أو في أثناء الرضاعة الطبيعية، أو بسبب بعض الإجراءات الطبية مثل جراحة استئصال المبيض.
أعراض الالتهابات المهبلية
- حدوث تغير في لون أو ملمس أو رائحة الإفرازات المهبلية.
- الشعور بحكة أو حرقة أو تهيج أو حدوث تورم في الأعضاء التناسلية الخارجية.
- ألم عند التبول.
- ألم عند الجماع.
- حدوث نزيف خفيف في غير أوقات الحيض.
عوامل تزيد خطر الإصابة بالالتهابات
هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهابات المهبل منها:
- الأمراض المنقولة جنسيًا.
- تناول المضادات الحيوية.
- بعض وسائل منع الحمل مثل مبيدات النطاف واللولب.
- داء السكري.
- التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل أو انقطاع الطمث.
علاج التهابات المهبل
يتضمن علاج الالتهابات المهبلية أولًا تشخيص نوع الإصابة بشكل دقيق من قبل الطبيب المعالج، من أجل إعطاء العلاج المناسب وفقًا لنوع الالتهاب، فمثلًا في حالة الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري، سيصف لكِ الطبيب بعض المضادات الحيوية التي يمكن أخذها في صورة أقراص أو جل أو كريم. أما في حالة الإصابة بعدوى الخميرة فقد يصف الطبيب بعض التحاميل أو أقراصًا يتم تناولها عن طريق الفم. وكذلك في حالة الإصابة بداء المشعرات سيصف الطبيب الدواء المضاد للطفيلي المسبب للعدوى.
بينما يتضمن علاج التهاب المهبل غير المعدي معرفة المنتج أو المادة المسببة والتوقف عن استخدامها. فيما يعد تناول هرمون الإستروجين تحت إشراف الطبيب هو الطريقة المثلى لعلاج التهاب المهبل الضموري.
وينصح عادة بالتوقف عن الجماع خلال فترة تناول علاج للالتهابات المهبلية حتى تختفي الأعراض المزعجة تمامًا.
ولا ينصح بالانتظار حتى يُشفى الالتهاب المهبلي ويختفي من تلقاء نفسه، لأن ذلك قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا، أو حدوث مضاعفات في حالة الحمل.
الوقاية من الالتهابات المهبلية
- الحرص على ارتداء ملابس قطنية نظيفة ومريحة والبعد عن الملابس التي تحتفظ بالحرارة والرطوبة أو المصنوعة من الأقمشة الصناعية مثل النايلون.
- تجنب ارتداء ملابس السباحة أو التمرين أو الجينز لفترات طويلة، كونها بيئة خصبة لنمو البكتريا والفطريات، كما أنها لا تسمح بالتهوية المناسبة للمنطقة الخاصة.
- تجنب استخدام الصابون المعطر أو البخاخات العطرية لتنظيف المهبل.
- إذا كنتِ متزوجة لا تكثري من الدش المهبلي أو استخدام غسول مهبلي تجاري وغير طبي نظرًا لأن ذلك يحدث اختلالًا في التوازن الصحي للبكتريات المهبلية.
- احرصي على تنظيف المنطقة التناسلية من الأمام إلى الخلف بعد قضاء الحاجة، وليس العكس.
- من العادات الصحية الجيدة، إجراء فحوصات طبية على فترات منتظمة للاطمئنان على الصحة الإنجابية ككل وصحة المهبل بصورة خاصة.
اقرأ أيضًا: متى تبدأ افرازات الحمل بالنزول؟
تنويه هام
جميع المواد المنشورة في موقعنا لا تعدو كونها مجرد معلومات، ولا يمكن اعتبارها بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التوصية العلاجية المناسبة. على الزوار استشارة أطباء مختصين قبل اتخاذ أي قرار علاجي.