نوم الطفل حديث الولادة.. كيفية تنظيمه والتعامل مع اضطراباته

يعد نوم الطفل حديث الولادة من أكبر التحديات التي تواجه الأم بعد ولادتها، فبخلاف أنها تكون في حاجة للحصول على قسط كافٍ من الراحة حتى تتمكن من القيام بالمهام المنوطة بها في رعاية المولود والاهتمام بشؤون الأسرة فإن التغيرات الهرمونية التي تمر بها، والآلام الجسدية التي قد تتبع عملية الولادة خاصة إذا كانت ولادة قيصرية يزيدان من التأثير السلبي للنوم المتقطع ليلًا عليها. وهو ما يدفع الكثيرات للبحث عن أفضل طريقة لتنظيم نوم الطفل حديث الولادة، وتهدئته ومحاولة مساعدته على النوم لأطول عدد ممكن من الساعات لتتمكن هي أيضًا من النوم.

والحقيقة أن لكل طفل طبيعة خاصة في ما يتعلق بالنوم. فهناك أطفال ينامون أكثر من غيرهم ولفترات طويلة والبعض منهم ينام لفترات قصيرة متقطعة. فلا تجب مقارنة الأطفال ببعضهم البعض في ما يتعلق بمسألة النوم. وفي الغالب فإن الأسلوب الذي سيتبعه طفلك في النوم خلال الفترة الأولى بعد الولادة لن يتناسب مع مقدار احتياجاتك كأم من النوم. ستكونين مضطرة للنوم وقتما ينام طفلك والاستيقاظ بمجرد أن يفيق.

ويزداد الأمر تعقيدًا مع الرضاعة الطبيعية، فسيكون من المتوقع حينها أن يغفو طفلك لفترات قصيرة في أثناء الرضاعة، فلا تتوقفي إذا ما نام ولكن استمري في إرضاعه حتى تتأكدي من أنه قد شبع تمامًا، حينها سيواصل نومه وسيكون بإمكانك النوم إلى جواره. وإذا لم تتمكني من النوم حينها لانشغالك بمهام أخرى، فلا تحملي هم إبقاء المنزل هادئًا بشكل مبالغ فيه، لأنه من الجيد ان يعتاد طفلك على النوم في قدر معين من الضوضاء.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل حديث الولادة

كيف تجعلين طفلك يعتاد الليل والنهار؟

يولد الأطفال وهم لا يستطيعون التفريق بين الليل والنهار. تلك المهارة تساعدهم الأم على اكتسابها بالتدريب. فبإمكانك أن تظهري لطفلك الاختلاف بين الليل والنهار من خلال الحرص على فتح الستائر للسماح لضوء النهار بالدخول إلى المنزل، والضحك والحديث بصوت مسموع، بينما سيتحتم عليك في الليل أن:

• تخفضي الأضواء.
• تتحدثي بصوت خفيض.
• تضعي الطفل في فراشه بمجرد تغيير الحفاض وإرضاعه.
• لا تغيري حفاضه ليلًا إلا عند الضرورة.
• لا تلعبي معه.

ومن خلال اتباع هذا الروتين لعدة أسابيع سيعتاد الطفل تدريجيًا على التفريق بين الليل والنهار.

نوم الطفل حديث الولادة

أين ينام الطفل بعد الولادة؟ من الضروري أن ينام الطفل خلال الأشهر الستة التي تعقب الولادة في نفس الغرفة التي تنام فيها الأم سواء بالنهار أو في الليل، لأن ذلك بإمكانه أن يقلل خطر الإصابة بمتلازمة موت الرضيع المفاجئ.

قد تلاحظين أن طفلك لا يغفو إلا بين ذراعيك أو ذراعي والده خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة. سيتحتم عليك إذًا محاولة تعويده على النوم في سريره بوضعه فيه بمجرد انتهائه من الرضاعة سواء كان نائمًا أم لا. وسيكون ذلك أسهل بمجرد أن يبدأ طفلك في البقاء مستيقظًا لفترات أطول.

روتين النوم للطفل

يصبح الطفل مستعدًا لتعويده على روتين معين للنوم بمجرد اقترابه من إتمام الشهر الثالث. وهذه الخطوة المهمة يمكن لها أن تخلق وقتًا ممتعًا وخاصًا لكِ مع طفلك. ويمكن أن يتضمن هذا الروتين:

• الاستحمام.
• ارتداء ملابس مريحة للنوم وحفاض نظيف.
• وضعه في السرير.
• قراءة قصة.
• خفض أضواء الغرفة لخلق جو يساعد على الاسترخاء ومن ثم النوم.
• الهدهدة وإعطائه قبلة ما قبل النوم.
• الغناء بصوت خفيض أو تشغيل موسيقى هادئة إلى جواره تساعده على النوم.

ولكي تنجح محاولة تعويد الطفل على روتين معين للنوم عليكِ الاستمرار على نفس الروتين كلما كبُر طفلك. مع العلم أن الإثارة والتحفيز الزائدين للطفل قبل النوم مباشرة يعوقان عملية النوم. فاحرصي على ممارسة أنشطة أكثر هدوءًا مع طفلك قبل النوم مباشرة مثل القراءة.

كم عدد الساعات التي يحتاجها الطفل حديث الولادة من النوم؟

يختلف عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطفل حديث الولادة من طفل لآخر مثل البالغين تمامًا. لكن يمكننا الحديث بشكل عام عن عدد الساعات خلال يوم كامل -24 ساعة- في المتوسط بما فيها أوقات القليولة على النحو التالي:

• يتراوح عدد ساعات نوم حديثي الولادة بين 8 إلى 18 ساعة، وكثيرًا ما يستيقظون ليلًا بسبب الجوع أو لشعورهم بالحر أو البرد.
• يقل عدد ساعات النوم التي يحتاجها الطفل بمجرد بلوغه 3 أشهر وذلك لاحتياجه عدد أقل من الرضعات الليلية. فينام بعض الأطفال لمدة تصل إلى 8 ساعات وقد تزيد قليلًا. ويمكن إجمالًا القول إنهم ينامون ليلًا ضعف المدة التي ينامون فيها خلال النهار.
• الرضع الذين تتراوح اعمارهم بين 6 أشهر وسنة ينامون لفترة تمتد لـ12 ساعة ليلًا. لكن يمكن لآلام التسنين أن توقظهم خلال الليل.
• يمكن للطفل بعد إتمام عامه الأول أن يصل عدد ساعات نومه إلى 15 ساعة.
• يتراوح عدد ساعات نوم الطفل الذي يبلغ من العمر عامين بين 11 و12 ساعة، تتضمن قيلولة أن اثنتين خلال ساعات النهار.
• يحتاج الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات إلى 12 ساعة من النوم، وهذا العدد يمكن أن يتراوح بين 8 و14 ساعة. وبعضهم يظل في حاجة لأخذ قيلولة خلال النهار.

التعامل مع اضطرابات النوم لدى الأطفال

يكون التعامل مع اضطرابات النوم عند الأطفال حديثي الولادة أمرًا صعبًا للغاية في البداية. بإمكانك طلب المساعدة من الزوج أو الأم أو الأخت أو أي من المقربات منك في العناية بالرضيع لتتمكني من النوم لبعض الوقت، خاصة إذا ما كنتِ ترضعين صناعيًا.

أما في حالة الرضاعة الطبيعية فسيتطلب الأمر منكِ بعض الوقت حتى تعتادي على الوضع الجديد، وتتمكني من التكيف مع احتياجات طفلك من النوم والرضاعة، وتلبيها بالقدر الذي يضمن لكِ قسطًا من الراحة بين الحين والآخر.

التعامل مع التغيرات التي تطرأ على نوم الطفل

من الممكن أن تتفاجئي في الوقت الذين تظنين فيه أن تنظيم نوم الطفل أصبح تحت سيطرتك بشكل تام بحدوث تغيرات على طبيعة نومه. يحدث ذلك لأسباب متعددة منها: طفرات النمو، والتسنين، وحصول الطفل على اللقاحات، أو إصابته -لا قدر الله- بالأمراض. عليكِ أن تكوني مستعدة للتعامل مع ذلك بهدوء، والتيقن من أن الاضطراب سيزول بمجرد زوال السبب، طالما حافظتي على روتين النوم المعتاد.