تحتاج الولادة القيصرية لفترة أطول للتعافي منها، مقارنة بالولادة الطبيعية. وهذه الفترة تستلزم مجموعة من التدابير لضمان حدوث عملية التعافي بالصورة الصحيحة، نظرًا لكونها واحدة من العمليات الجراحية الكبرى في عالم الطب، والتي قد يُضطر الطبيب للجوء إليها في بعض الحالات التي تتعذر فيها الولادة الطبيعية. ومن بين الأشياء التي تساعد على سرعة التعافي من الولادة القيصرية الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم. لذا سنتحدث في هذا المقال عن طريقة النوم الصحيحة بعد الولادة القيصرية.
النوم بعد الولادة
تزداد عملية التعافي من الولادة القيصرية صعوبة بسبب التزام الأم برعاية مولودها الذي يعتمد عليها اعتمادًا كليًا خاصة خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة مباشرة. ويعتبر النوم أحد الطرق التي تمنح الجسم النشاط اللازم للقيام بمسؤوليات رعاية المولود والنفس على حدٍ سواء. كما أنه يمنحه الطاقة اللازمة للتعافي بشكل سليم. لذا فإن النصائح التي تحث على النوم في الأوقات التي ينام فيها المولود أو طلب المساعدة من الزوج أو العائلة أو الأصدقاء مثالية في تخفيف العبء عن كاهلك خلال تلك الفترة.
اقرأ أيضًا: نوم الطفل حديث الولادة.. كيفية تنظيمه والتعامل مع اضطراباته
طريقة النوم الصحيحة بعد الولادة القيصرية
تتضمن إجراءات الولادة القيصرية إحداث الطبيب شق جراحي أسفل البطن يتراوح طوله بين 10 سنتيمترات و20 سنتيمترًا، لإخراج الجنين من الرحم. وفي ظل هذا الجرح العميق قد تجد الأم صعوبة بالغة في إيجاد وضعية مريحة للنوم لا تشكل ضغطًا على الجرح أو تسبب لها ألمًا. لذا فإن طريقة النوم الصحيحة بعد الولادة القيصرية تتضمن:
النوم على الظهر
وعلى الرغم من أن النوم على الظهر لا ينصح به للنساء الحوامل بعد مرور 20 أسبوعًا على الحمل، إلا أنه يصبح الوضعية المثالية للمرأة بعد الولادة القيصرية. فهو يمثل أقل قدر من الضغط على الجرح، ويضمن محاذاة الجسم في وضع طبيعي. ولا بأس إن أردتِ رفع ساقيك بوسادة أو منشفة ملفوفة بإحكام تحت ركبتيك لجعل هذا الوضع أكثر راحة.
ورغم مثالية هذا الوضع للنوم، إلا أنه عليكِ التفكير جيدًا في كيفية النهوض من السرير عند الاستيقاظ. فيفضل الاعتماد على طريقة “لف الجسم” بدلًا من الجلوس في وضع مستقيم ثم النهوض. وتشمل هذه الطريقة ثلاث خطوات:
- التدحرج على الجانب بالكامل مع ثني الركبتين.
- دفع جسمك ببطء إلى وضع الجلوس باستخدام ذراعيك مع الحرص على إبقاء بطنكِ مسترخية قدر الإمكان في هذه الخطوة.
- التأكد من أنكِ في وضع جلوس مستقيم تمامًا قبل النهوض.
ويمكن استخدام نفس الطريقة، ولكن بشكل معكوس عند الرغبة في الاستلقاء على السرير.
النوم على الظهر بشكل مائل
وتعتمد هذه الطريقة على استخدام عددٍ كافٍ من الوسائد لتحدثي ميلًا قدره 45 درجة في سريرك. ورغم أن هذه الوضعية قد لا تكون مريحة في الظروف الطبيعية إلا أنكِ ستجدين فيها راحة خلال فترة التعافي من الولادة القيصرية. فهي تمثل ضغطًا أقل على الجرح في البطن، وتسمح بإبقاء مجرى التنفس مفتوحًا لديكِ، الأمر الذي يحميكِ من انقطاع التنفس في أثناء النوم، وهي حالة تزداد فرص حدوثها عند الخضوع لولادة قيصرية.
النوم جلوسًا
وهذا الوضع رغم أنه غير مريح مقارنة بالاستلقاء على الظهر، إلا أنه خيار عملي بشكل مذهل خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة القيصرية. فكل ما تحتاجين إليه هو مجموعة من الوسائد التي تدعم ظهرك لتنامين في وضع الجلوس مستقيمة بشكل مريح قدر الإمكان. وسيكون من السهل عليكِ حينها إرضاع طفلك طبيعيًا وأنتِ نائمة خلال الليل.
وبالطبع هذا الوضع لن يكون حلًا طويل الأمد يساعدك على النوم. فبإمكانك بعد أسبوعين تقريبًا من الولادة العودة إلى النوم في السرير بصورة طبيعية.
النوم على الجانب
وهو الوضع الثاني الأكثر راحة بعد النوم على الظهر لكثير من الأشخاص في الظروف الطبيعية. أما بالنسبة لكل من يتعافى من جراحة في البطن فسيكون أحد الخيارات المثالية للنوم بشكل مريح، كونه لا يشكل ضغطًا إضافيًا على الجرح. بل يجعل القيام والجلوس على السرير غير مؤلم.
ويعتبر النوم على الجانب الأيسر أفضل. فهو يساعد على تدفق الدم في الجسم بصورة مثالية، ويسهل عملية الهضم. وبإمكانك توفير الدعم اللازم لظهرك وركبتيكِ ببعض الوسائد الإضافية.
اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل حديث الولادة
نصائح إضافية للنوم بعد الولادة
- أشركي زوجك أو المقربين منكِ في رعاية المولود خلال بعض الفترات ليلًا لتتمكني من الحصول على قسط من الراحة يساعدك على القيام بنشاط في الصباح.
- تجنبي التعرض للشاشات قبل موعد النوم. فالأجهزة اللوحية والهواتف الذكية وكل ما يصدر الضوء الأزرق يعيق النوم، من خلال تقليل إنتاج المخ للميلاتونين.
- احرصي على تجهيز بيئة مريحة للنوم، تساعدكِ وطفلكِ على الاسترخاء. فقط تأكدي من أن الغرفة ليست شديدة البرودة أو شديدة الحرارة. وبها ضوء خافت يسمح لكِ بالنوم ولا يزعجك.
- الجأي للطبيب ليصف لكِ المسكنات التي تساعدكِ على النوم ليلًا، إذا كان ألم الجرح لا يسمح لكِ بالنوم بشكل مريح.
- استخدمي الوسائد الداعمة مثل وسادة الحمل، ووسادة الرضاعة الطبيعية واستفيدي منهما قدر الإمكان في الوصول للوضع الأكثر راحة لكِ حتى لا تشعري بآلام الجرح.
- تناول الوجبات الدسمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين في وقتٍ متأخر من الليل قد يعيق النوم بأريحية. فتجنبيها قبل ساعتين على الأقل من دخولك إلى السرير.
بعض المحظورات عقب الولادة القيصرية
- احذري النوم على البطن فهو يشكل ضغطًا هائلًا على الجرح.
- تجنبي حمل الأشياء الثقيلة، ولا تحملي أي شيء يفوق وزن طفلكِ.
- لا تستخدمي الغسول المهبلي إلا بعد استشارة الطبيب.
- لا يُنصح أبدًا بالنزول لحمامات السباحة العامة خلال فترة التعافي من الولادة القيصرية.
- لا يجب القيام بأي تمرينات رياضية شاقة خلال تلك الفترة خاصة تلك التي تتضمن تمرين عضلات البطن.
- احذري من استخدام السلالم صعودًا ونزولًا بشكل متكرر.
متى يشفى جرح القيصرية؟
- سيحتاج جرح الولادة القيصرية نحو 6 أسابيع حتى يشفى.
- قد يترك الجرح ندبة ملحوظة لكنها تتلاشى بمرور الوقت.
- قد تفقدين الإحساس في منطقة الجرح لبعض الوقت، لكنه سيعود تدريجيًا.
اقرأ أيضًا: الولادة القيصرية.. أسباب اللجوء لها ومخاطرها
تنويه هام
جميع المواد المنشورة في موقعنا لا تعدو كونها مجرد معلومات، ولا يمكن اعتبارها بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التوصية العلاجية المناسبة. على الزوار استشارة أطباء مختصين قبل اتخاذ أي قرار علاجي.
