الحقن المجهري .. خطواته ومن يحتاج إليه

الحقن المجهري هو إحدى وسائل الإخصاب المساعد التي تساهم في علاج العقم. ويستخدم على نطاق واسع في حالات العقم عند الرجال. وفيه يقوم الطبيب المختص بحقن الحيوان المنوي داخل البويضة، ثم نقل البويضة الملقحة إلى داخل الرحم، من أجل حدوث الحمل.

الحقن المجهري وأطفال الأنابيب

ويختلف الحقن المجهري عن أطفال الأنابيب في أن الإجراء الأخير يعني أن مقدم الخدمة الصحية يضع آلاف الحيوانات المنوية إلى جوار البويضة في طبق معملي، بحيث تترك عملية التخصيب للصدفة. أما في الحقن فيحقن الحيوان المنوي داخل البويضة مباشرة. لكن ذلك لا يعني حتمية حدوث الإخصاب للبويضة.

وفي الحالتين سواء أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري ينقل الطبيب البويضة المخصبة إلى الرحم. ويحدث الحمل بمجرد انغماسها في بطانة الرحم.

نسبة نجاح الحقن المجهري

تشير التقديرات إلى أن نسبة تتراوح ما بين 50% إلى 80% من محاولات الحقن تؤدي إلى تخصيب البويضة بنجاح.

اقرأ أيضًا: نسبة نجاح الحقن المجهري من أول مرة

من يحتاج إليه؟

يعتبر الحقن المجهري مفيدًا للأزواج الذين يعانون من مشكلات ضعف الخصوبة عند الرجل مثل: عدم القدرة على القذف أو القذف المرتجع أو وجود انسداد يمنع وصول الحيوانات المنوية إلى الرحم، أو انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو وجود نسبة عالية من التشوهات بها.

كما يستخدم الحقن المجهري في حالة فشل التلقيح الصناعي أو وجود انسداد في قناتي فالوب لدى الزوجة أو أنها تخطت سن الـ35 عامًا، وكذلك في حالة استخدام حيوانات منوية أو بويضات مجمدة بشكل مسبق.

ماذا قبل الحقن المجهري؟

يقوم الطبيب المختص بعدة إجراءات للتحضير لعملية الحقن، هي:

تنشيط المبيض

وفي هذه الخطوة تتلقى الزوجة حقنًا تنشيطية لمدة تتراوح بين 8 إلى 14 يومًا لتحفيز المبيض لإنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات الناضجة.

سحب البويضات

وفي هذه الخطوة التي تتم تحت التخدير الخفيف، وباستخدام تقنية الموجات فوق الصوتية، يقوم الطبيب بسحب البويضات من خلال إدخال إبرة رفيعة عبر جدار المهبل إلى المبيض، وسحب البويضات بواسطة جهاز شفط متصل بها.

الحصول على عينة الحيوانات المنوية

يطلب الطبيب الحصول على عينة من الحيوانات المنوية للزوج في نفس يوم سحب البويضات من أجل تجهيزها لعملية الحقن. ويتطلب ذلك الامتناع عن الجماع لمدة تتراوح بين يومين إلى ثلاثة أيام، وإيصال العينة إلى المختبر في غضون 60 دقيقة على الأكثر من القذف، ما لم تكن الحيوانات المنوية مجمدة بشكل مسبق.

قد يخضع الزوج لعملية سحب الحيوانات المنوية من الخصية في حال كان يعاني من انعدام الحيوانات المنوية في السائل المنوي أو من مشكلات في القذف كالقذف المرتجع أو وجود انسداد أو قطع في القناة المنوية الناقلة. ويمكن تجميد وتخزين هذه الحيوانات المنوية لاستخدامها لاحقًا في عملية الحقن.

كيف تتم عملية الحقن؟

في أثناء عملية الحقن يستخدم المختص أنبوبًا زجاجيًا صغيرًا لتثبيت البويضة الناضجة، ويستخدم إبرة رفيعة لالتقاط الحيوان المنوي بها، ثم حقنه داخل البويضة، ومن ثم سحب الإبرة خارج البويضة. وعقب ذلك يقوم بمراقبة البويضة الملقحة للتحقق من نجاح الإخصاب. وفي خلال من 5 إلى 6 أيام تنقسم البويضة المخصبة إلى عدة خلايا مكونة الجنين.

نقل الأجنة

تنقل الأجنة إلى رحم الزوجة في اليوم الخامس أو السادس بعد سحب البويضات. ويكون ذلك باستخدام تقنية الموجات فوق الصوتية، من خلال إدخال قسطرة تحمل الأجنة عبر المهبل إلى الرحم لحقنها فيه. وبمجرد انغراس الأجنة في بطانة الرحم يحدث الحمل، ويطلب الطبيب الانتظار لمدة أسبوعين قبل إجراء اختبار الحمل.

وقد يُرجئ الطبيب عملية نقل الأجنة لعدة أسابيع أو أشهر أو حتى عدة سنوات، لأسباب مختلفة، وذلك بالاتفاق مع الزوجين.

اقرأ أيضًا: طريقة الحقن المجهري

فوائد الحقن المجهري

مقارنة بوسائل الإخصاب المساعد الأخرى، يعد الحقن المجهري من أكثر طرق علاج العقم فعالية، خاصة في الحالات التي كان ميؤوسًا منها قبل ابتكار هذه التقنية.

مضاعفات الحقن المجهري

قد لا تستكمل عملية الحقن، بسبب فشل إحدى مراحلها سواء عدم العثور على بويضات ناضجة صالحة للحقن لدى الزوجة، أو تلف البويضات في المختبر أو عدم تخصيبها من قبل الحيوانات المنوية، أو عدم العثور على حيوانات منوية سليمة في خصية الزوج. وقد تفشل بسبب عدم انغماس الأجنة في الرحم بعد نقلها.

تزيد عملية الحقن احتمالات الحمل متعدد التوائم، وهو حمل عالي الخطورة، وذلك في حال قرر الطبيب نقل أكثر من جنين لزيادة فرص حدوث الحمل. وقد يؤدي ذلك إلى ولادة مبكرة أو انخفاض وزن الأجنة عند الولادة.

قد يؤدي الحقن المجهري إلى زيادة طفيفة في خطر ولادة طفل مصاب بـ: متلازمة أنجلمان – التوحد – متلازمة بيكويث فيدمان (وهو اضطراب في النمو) – اضطرابات التمايز الجنسي – الإحليل السفلي – الإعاقات الذهنية.