هرمون fsh هو الهرمون المنبه للحويصلات، الذي تفرزه الغدة النخامية ويلعب دورًا هامًا في عملية التطور الجنسي والإنجاب. وذلك من خلال تأثيره على المبيضين لدي الإناث والخصيتين لدى الذكور، جنبًا إلى جنب مع هرمون lh. وفي المقال التالي سنتعرف على تحليل fsh المعدل الطبيعي للنساء، وكيف يمكن أن يكون مؤثرًا على حدوث الحمل من عدمه.
هرمون FSH
بداية علينا أن نعرف أن الهرمونات هي مواد كيميائية تُفرز في الجسم لتنسيق وظائفه، وذلك عن طريق إرسال إشارات عبر الدم إلى الأعضاء والعضلات والأنسجة المختلفة لتخبرها بما عليها فعله وفي أي وقت. وبالنسبة لهرمون fsh فإن دوره يتحدد بناءً على نوع الغدد التناسلية الموجودة في الجسم، والعمر.
ويمكن استعراض أهمية هرمون fsh في مراحل النمو المختلفة على النحو التالي:
في مرحلة البلوغ
من الطبيعي أن يكون هرمون fsh منخفضًا عند الأطفال، ومع اقتراب سن البلوغ بين 10 و14 عامًا، تطلق الغدة النخامية الهرمون الموجه للغدد التناسلية GnRH الذي يحفز إنتاج هرموني FSH وLH ليبدأ النضوج والتطور الجنسي.
وعلى هذا الأساس يؤثر هرمونا fsh وlh على الأطفال الذكور من خلال تحفيز الخصيتين لتبدآن في إنتاج هرمون الذكورة التستوستيرون، المسؤول عن نمو الشعر على الجسم، وخشونة الصوت، وإنتاج الحيوانات المنوية.
أما بالنسبة للأطفال الإناث فإن هرموني fsh وlh يحفزان المبيضين لبدء إنتاج هرمون الأنوثة الإستروجين المسؤول عن نمو الثديين، ونزول الدورة الشهرية.
تحليل FSH للنساء
تعد الوظيفة الأساسية لهرمون fsh لدى النساء البالغات هي تنظيم الدورة الشهرية، وذلك من خلال تأثيره على حويصلات المبيض. وحويصلات المبيض عبارة عن أكياس صغيرة مملوءة بالسوائل تحتوي على خلايا البويضات، يحفزها هرمون fsh على النمو وإنضاج البويضة. ومع زيادة حجم الحويصلات تبدأ في إطلاق هرمون الإستروجين، ونسب ضئيلة من هرمون البروجستيرون.
وفي كل شهر بين اليومين السادس والـ14 من الدورة الشهرية، يحفز هرمون fsh الحويصلات على أحد المبيضين للنمو. وبين اليومين الـ10 والـ14 من الدورة الشهرية ستتمكن حويصلة واحدة فقط من إنتاج بويضة ناضجة. وفي اليوم الـ14 تقريبًا سيؤدي الارتفاع المفاجئ في مستوى هرمون lh إلى تمزيق الحويصلة الناضجة من أجل إطلاق البويضة ومن ثم حدوث التبويض.
إذًا فإن الإباضة أو التبويض هي إحدى مراحل الدورة الشهرية التي تمتد لـ28 يومًا. وتحدث تقريبًا في اليوم الـ14 بخروج البويضة الناضجة من الحويصلة بفضل تأثير هرموني fsh وlh.
وبعد التبويض تصبح الحويصلة الممزقة بمثابة غدة صماء مؤقتة، يطلق عليها “الجسم الأصفر”، وتكون وظيفتها زيادة مستويات هرمون البروجستيرون في الدم، الذي يمنع بدوره إطلاق هرمون fsh ويعزز نمو بطانة الرحم، استعدادًا للحمل.
في هذه الأثناء تبدأ البويضة رحلتها التي تستغرق نحو 5 أيام إلى الرحم مرورًا بقناة فالوب، فإذا حدث الإخصاب، ستشق البويضة المخصبة طريقها باتجاه الرحم من أجل الانغراس، أما إذا لم يحدث إخصاب، فسيتحلل الجسم الأصفر، وتنخفض مستويات هرمون البرجستيرون تدريجيًا، ومن ثم يرتفع هرمون fsh وتنزل الدورة الشهرية.
تحليل FSH للرجال
بالنسبة للرجال البالغين فإن هرمون fsh يحفز إنتاج الحيوانات المنوية في الخصيتين بمساعدة التستوستيرون، وهرمون lh، ويحافظ على استمرار إنتاجها.
نسبة هرمون FSH الطبيعية
تختلف نسبة هرمون fsh الطبيعية بناءً على النوع، فبالنسبة للرجال تكون على النحو التالي:
قبل البلوغ: 0 إلى 5.0 مللي وحدة دولية لكل ملليلتر (mIU/mL).
عند البلوغ: 0.3 إلى 10.0 ميلي وحدة دولية/مل.
البالغين: 1.5 إلى 12.4 ميلي وحدة دولية/مل.
تحليل FSH المعدل الطبيعي للنساء
قبل البلوغ: من 0 إلى 4.0 ملي وحدة دولية/مل.
عند البلوغ: 0.3 إلى 10.0 ميلي وحدة دولية/مل.
الحائض: 4.7 إلى 21.5 ميلي وحدة دولية/مل.
بعد انقطاع الطمث: 25.8 إلى 134.8 ميلي وحدة دولية/مل.
نسبة هرمون FSH الطبيعية لحدوث الحمل
من المهم اختيار التوقيت المناسب لإجراء تحليل FSH للنساء لتشخيص سبب تأخر الحمل، نظرًا لأن نسبته في الجسم تختلف من يوم لآخر على مدار الدورة الشهرية. وبالنسبة لاختبارات الخصوبة الأساسية فإن تحليل FSH للنساء يُجرى في اليوم الثالث من نزول الدورة الشهرية.
وتشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي يكون هرمون FSH لديهن أقل من 15 مللي وحدة دولية لكل ملليلتر (mIU/mL) في اليوم الثالث من نزول دم الحيض، لديهن فرصة أفضل للحمل بواسطة وسائل الإخصاب المساعد، وذلك عند مقارنتهن باللواتي تتراوح مستويات FSH لديهن بين 15 mIU/ml و24.9 mIU/ml. أما النساء اللواتي تزيد لديهن مستويات هرمون FSH على 25 ميكرو وحدة / مل، فإن معدلات حملهن في كل محاولة تكون أقل.
لكن من المهم معرفة أن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على الخصوبة وتسبب تأخر الحمل، بخلاف هرمون FSH.
اقرأ أيضًا: العقم عند النساء
اقرأ أيضًا: تحليل الهرمونات لتأخر الحمل
أسباب ارتفاع هرمون FSH
تشير المستويات المرتفعة لهرمون FSH في الدم إلى وجود مشكلة في المبيضين عند الإناث أو الخصيتين عند الذكور. فإذا لم تتمكن الغدد التناسلية من إنتاج ما يكفي من هرمونات الإستروجين أو التستوستيرون أو الإنهيبين، فسترتفع مستويات هرموني FSH وLH اللذين تنتجهما الغدة النخامية. وهي حالة تسمى قصور الغدد التناسلية، وترتبط بقصور المبيض الأولى، أو فشل الخصية. هذا القصور يرتبط بمجموعة من الحالات المرضية من بينها:
- متلازمة كلاينفلتر عند الرجال.
- متلازمة تيرنر عند النساء.
- متلازمة عدم حساسية الإندروجين.
- ندرة إنتاج بعض الإنزيمات الهامة في الجسم.
- تسمم الغدد التناسلية بسبب تلقي العلاج الإشعاعي او الكيميائي.
- تلف أو إصابة المبيضين أو الخصيتين.
- انخفاض مستوى الهرمونات الجنسية بفعل التقدم في السن.
- بعض أمراض المناعة الذاتية.
- الإصابة بالعدوى مثل النكاف.
في بعض الحالات النادرة لدى النساء، يمكن أن تؤدي أمراض الغدة النخامية إلى ارتفاع مستوى fsh مسببًا حدوث متلازمة فرط تنشيط المبيض التي تؤدي إلى تضخم المبيضين وتراكم السوائل بشكل خطير في البطن. لكن من الطبيعي أن تعاني النساء من ارتفاع هرمون FSH في مرحلة انقطاع الطمث.
أما بالنسبة للأطفال فإن ارتفاع FSH وLH أكثر من المتوقع، وتطور الخصائص الجنسية الثانوية، يعتبر مؤشرًا إلى البلوغ المبكر. وهو أمر شائع بين الإناث أكثر من الذكور. ويعد البلوغ مبكرًا إذا بدأ عند الإناث قبل سن التاسعة، وعند الذكور قبل سن العاشرة.
انخفاض تحليل FSH
تؤدي المستويات المنخفضة بصورة أقل من الطبيعي من هرمون FSH عند الأطفال إلى عدم اكتمال النمو خلال فترة البلوغ. ومن ثم حدوث قصور في وظيفة المبيض لدى الإناث والخصية عند الذكور، والإصابة بالعقم. وعادة ما يكون السبب وراء ذلك هو أمراض الغدة النخامية.
تنويه هام
جميع المواد المنشورة في موقعنا لا تعدو كونها مجرد معلومات، ولا يمكن اعتبارها بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التوصية العلاجية المناسبة. على الزوار استشارة أطباء مختصين قبل اتخاذ أي قرار علاجي.
