تأخر الحمل

هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل

لا شك أن للرضاعة الطبيعية تأثير على حدوث الحمل. لكن هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل؟ وهل يمكن الاعتماد عليها كوسيلة لمنع الحمل؟ وما معنى الرضاعة النظيفة؟ أسئلة تتردد كثيرًا في أذهان الأمهات خاصة اللواتي أنجبن مؤخرًا، ويعتمدن على الرضاعة الطبيعية بشكل أساسي في تغذية المولود، ويرغبن في تنظيم النسل. وفي هذا المقال سنجيب عن كل هذه الأسئلة، وخاصة سؤال هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل؟

هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل

تعتبر الرضاعة الطبيعية الحصرية -أي التي تكون المصدر الوحيد لتغذية الطفل بدون إدخال لبن صناعي أو أطعمة صلبة- وسيلة فعالة بشكل مؤقت في منع الحمل. هذا النوع من الرضاعة يشيع وصفه بين الأمهات بالرضاعة النظيفة، أي التي ينقطع خلالها الطمث نتيجة لعدم حدوث تبويض.

وتعتمد كثير من الأمهات على الرضاعة النظيفة كوسيلة لمنع الحمل خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، والتي يكون معتمدًا فيها بشكل كلي على الرضاعة الطبيعية فقط في التغذية، قبل البدء في إدخال الأطعمة الصلبة له مع إتمامه الشهر السادس.

وتشير الإحصائيات إلى أن امرأة أو اثنتين فقط من بين كل 100 امرأة تعتمد على الرضاعة النظيفة كوسيلة لمنع الحمل خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل تحملن.

كيف تستخدمين الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل؟

هناك مجموعة من النصائح تعزز فرص منع الحمل خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل، اعتمادًا على الرضاعة الطبيعية هي:

  •     الرضاعة الطبيعية الحصرية: وتعني تأخير إدخال أي أطعمة للطفل أو لبن صناعي أو مكملات غذائية حتى إتمامه 6 أشهر.
  •     الرضاعة عند الطلب: وتعني إرضاع الطفل في أي وقت عندما يريد ذلك. أي كل 4 ساعات على الأقل خلال النهار، و6 ساعات على الأقل في أثناء الليل. وتكون الرضاعة الطبيعية من الثدي مباشرة، وليست باستخدام الشفط سواء اليدوي أو بواسطة الشفاط الكهربائي.
  •     تجنب استخدام اللهاية أو السكاتة: وتلبية احتياجات الطفل في المص من خلال احتضانه وإرضاعه.

ولكن ضعي في اعتبارك أن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية كوسيلة لمنع الحمل لا يمكن أن ينجح إلا في حالتين:

  •     غياب الدورة الشهرية.
  •     أن يكون عمر الطفل أقل من 6 أشهر.

 لذا هي وسيلة مؤقتة لتنظيم النسل خلال الفترة الأولى بعد الولادة.

لماذا تمنع الرضاعة الطبيعية الحصرية الحمل؟

تساعد الرضاعة الطبيعية على زيادة إفراز هرمون الأوكسيتوسين. هذا الهرمون الذي يمنحك شعورًا بالاسترخاء والسعادة يعالج اكتئاب ما بعد الولادة الذي يصيب الأمهات في هذه المرحلة. وفي الوقت نفسه له تأثير بالغ على حدوث التبويض. فهو يعطي إشارات للمخ لكبح الهرمونات التي تحفز الإباضة. وبالطبع عدم حدوث التبويض يعني عدم حدوث الحمل.

ورضاعة الطفل من الثدي مباشرة تحفز الأعصاب الموجودة حول الحلمتين لإرسال هذه الرسائل إلى المخ. وبالتالي فإن استخدام الشفاط في إرضاع الطفل لا يكون له نفس التأثير على منع الحمل.

الحمل والرضاعة الطبيعية

أغلب النساء تعود لديهن الدورة الشهرية خلال مدة تتراوح بين 9 أشهر و18 شهرًا بعد الولادة، حتى مع استمرارهن في إرضاع طفلهن. فإذا كنتِ ترغبين في الحمل، دون التوقف عن الرضاعة الطبيعية كل ما عليكِ هو إحداث تغييرات في روتين رضاعتك لطفلك سواء بتقليل عدد مرات الرضاعة أو إدخال اللبن الصناعي أو البدء في إدخال الأطعمة الصلبة له. وبمجرد عودة الطمث مرة أخرى، يكون من الممكن حدوث الحمل في أي وقت.

هل يمكن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية بعد حدوث الحمل؟

بالطبع يمكن الاستمرار في الرضاعة الطبيعية لطفلك في أثناء الحمل. كل ما عليكِ هو الاهتمام بالتغذية والحصول على قدرٍ كافٍ من السعرات الحرارية لكِ وللطفل الرضيع وللجنين. فيكفيكي الحصول على 500 سعر حراري إضافي على احتياجاتك اليومية إذا كان طفلك أكبر من 6 أشهر ويتناول الأطعمة الصلبة، و650 سعر حراري إضافي إذا كان عمره أقل من 6 أشهر ولم يبدأ في تناول الأطعمة الصلبة بعد، وذلك في الثلث الأول من الحمل.

أما في الثلث الثاني من الحمل فستحتاجين إلى 350 سعرًا حراريًا إضافيًا. وفي الثلث الثالث من الحمل ستحتاجين إلى 450 سعرًا حراريًا إضافيًا.

قد تلاحظين أن حلمتي الثدي أصبحتا أكثر حساسية إذا ما كنتِ ترضعين في أثناء الحمل، وقد تشعرين أيضًا بالغثيان عند الإرضاع. كل ذلك سيختفي بمرور الوقت.

إذا كنتِ قد مررت بتجربة الإجهاض أو الولادة المبكرة في وقتٍ سابق، فعليكِ مراقبة انقباضات الرحم عن كثب. لأن الرضاعة في أثناء الحمل تتسبب في إطلاق كميات صغيرة من هرمون الأوكسيتوسين الذي يؤدي إلى حدوث تقلصات في الرحم. في هذه الحالة عليكِ الرجوع إلى الطبيب ومناقشة الخيارات المتاحة للحفاظ على الحمل.

لا تتفاجئي إذا رفض طفلك الاستمرار في الرضاعة بعد عدة أشهر من الحمل. فقد تنخفض كمية الحليب لديكِ أو يتغير طعمه، وبالتالي يفطم الطفل نفسه من الرضاعة الطبيعية.

ورغم ذلك تنجح كثير من الأمهات في الاستمرار في إرضاع طفلهن لحين ولادة المولود الجديد، ومن ثم رضاعتهن معًا.

هل يمكن تناول أدوية الخصوبة في أثناء الإرضاع؟

إذا كان حدوث الحمل لديكِ صعبًا، وتُرضعين طفلك، وترغبين في الإنجاب مرة أخرى، فقد تتساءلين هل يمكن تناول أدوية الخصوبة في أثناء الإرضاع؟ أم أن الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل في هذه الحالة؟ ونجيب على تلك الأسئلة بأنه: بعض أدوية الخصوبة آمنة للاستخدام خلال الرضاعة الطبيعية. والبعض منها يؤثر على إمدادات الحليب للطفل، لكنها لا تضره. وبعضها يكون خطيرًا على الطفل. وفي هذه الحالة ستكونين بين اختيارين إما فطام الطفل أو تأجيل قرار الإنجاب لبعض الوقت.

كان ذلك ردًا على سؤال هل الرضاعة الطبيعية تمنع الحمل، وإجابة على كثير من الأسئلة التي تشغل الأمهات في فترة الرضاعة الطبيعية.

تنويه هام

جميع المواد المنشورة في موقعنا لا تعدو كونها مجرد معلومات، ولا يمكن اعتبارها بديلاً عن الاستشارة الطبية أو التوصية العلاجية المناسبة. على الزوار استشارة أطباء مختصين قبل اتخاذ أي قرار علاجي.

المصدر
Healthline

أميرة سعيد

إعلامية ومترجمة وأم لطفلين.. مهتمة بشؤون المرأة والاطلاع على كل ما هو جديد في مجال رعاية الطفل.. مررت بتجربة تأخر الحمل وأرغب في مساعدة كل النساء اللواتي يرغبن في الإنجاب في عبور الرحلة بسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى